كانو الائمة يبكون على الحسين وكانو يحيون تلك الشعيرة ألا هي يوم عاشوراء العظيم و أول من انصب مأتم على الحسين هو الامام علي السجاد عليه السلام
بعد ما قتل الحسين يوم كربلاء رجع الامام علي السجاد الى المدينة و آمر بئيتاء منبر و حدث بالناس على مصيبة ابيه الحسين وهو يبكي وكان كلما قدم للأمام علي السجاد الشراب والطعام يبكي بسبب تذكره بمصيبة أبيه
وكان الائمة من ولد السجاد ينصبون تلك المجالس الى الامام المهدي عجل الله شرفه و حتى الآن المهدي يحظر المجالس الحسينية ويبكي مع الباكين ويلطم مع اللطمين
و قضية الحسين كبيرة مو من السهل أن أشرحها لك مره وحده
نحتاج الى ايام و أسابيع و أكثر
و أخذ مني هالروايات
مجالس العزاء على أبا عبد الله الإمام الحسين عليه السلام - أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا
جديرةٌ بالفضل والثناء مجالس تُعقد للعزاء تقيمها الرجال والنساء يدعو إليه الحب والولاء ، مصابُ أهل البيت فيها يٌذكر ، وذنب من يبكي عليهم يُغفر ، مجالسٌ قال الإمام معلناً إني أحبها فأحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا .
دعا لمحيي أمرهم بالرحمة فيا لها من منة ونعمة ، عظم شعار الحزن والمصاب على أبي الأئمة الأطياب ، والضحكَ والمزحَ اجتنب والهزل فيها ، ورددْ قول لا حول ولا قوة إلا بالله وأمر بسقي الماء واللعن على من منع الماء عن غريب كربلاء .
قال الإمام الصادق (ع) لأحد أصحابه : يا فُضيل تجتمعون وتتحدثون ؟ قال : نعم سيدي ، قال الإمام : أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ، والله إن تلك المجالس أحبها .
كان دأب أهل البيت (ع) بعد حادثة كربلاء نشر ما حل بقتلى الطف ، وبما جرى على النسوة والصبية من فزع ودهشة وسلب وضرب وسبي ، فإن زين العابدين (ع) قضى سنين حياته كلها – كما يقول المؤرخون – بالبكاء على أبيه ، فإنه ما قدم له طعام أو شراب إلا ومزجه بدموع عينيه ، وعلى هذا المنوال نسج الأئمة من أولاده ، بل ما زالوا يعقدون مآتم العزاء للبكاء واستماع شعر الرثاء ، ولربما ضربوا الأستار وجعلوا خلفها بنات الرسالة ليستمعن شجي المراثي فيبكبن على صرعى الطف وسبي العقائل بل كان شعارهم حث المؤمنين على نصب مأتم الحزن للبكاء على ذلك الحدث الجلل ، وعلى زيارته ولو على الخشب إشارة منهم إلى الصلب ، وقد لبى المؤمنون تلك الدعوة فما زالت مآتمهم قائمة ، وزيارتهم دائمة ، ولقد لاقوا من أجل ذلك فنون الأذى والتنكيل أيام بني أمية وبني العباس وحتى في عصرنا هذا – القرن العشرين ميلادية – ما زال أعداء أهل البيت يحاولون وبشتى وسائل الترغيب والترهيب محاربة إقامة هذه المجالس ، أو حذف مادة الحزن منها على الأقل .
واستمر أئمة أهل البيت يأمرون بنشر الدعوة الحسينية بكل وسائل النشر ، وقد سبقهم إلى ذلك جدهم المصطفى (ص) فقد بكى ولده الحسين (ع) وحض على البكاء عليه ، وحث على نصرته عند نهوضه وعلى زيارته بعد قتله .
وقد جاء في كتاب (الوسائل) (1) أن الإمام الصادق (ع) قال : ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين (ع) وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب .
وصرح الإمام الصادق (ع) (2) : كل الجزع والبكاء مكروه ما سوى الجزع والبكاء لقتل الحسين (ع) .
وجاء عن الإمام الصادق (ع) أن الإمام زين العابدين (ع) بعد حادثة الطف ، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، فقال له مولى من مواليه : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف أن تكون من الهالكين ، فقال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إني لم أذكر مصارع بني فاطمة إلا وخنقتني العبرة .
وروى الصدوق في الخصال أنه بكى على أبيه عشرين سنة وقال له مولاه : أما آن لحزنك أن ينقضي ، فقال الإمام زين العابدين (ع) : ويحك إن يعقوب النبي كان له اثنا عشر ابناً فغيب الله عنه واحداً منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه وشاب رأسه واحدودب ظهره من الحزن وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر رجلاً من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني .
وكان مع ذلك لا يترك (ع) مناسبة إلا ويذكر فيها ما جرى لأبيه وأسرته في كربلاء ، وكان يطلب المناسبة ويبحث عنها ليحدث بما جرى على أهل بيته ، فيذهب إلى سوق الجزارين في المدينة ويقف معهم يسألهم عما إذا كانوا يسقون الشاة ماء قبل ذبحها ، وعندما يسمعهم يقولون : إنا لا نذبح حيواناً قبل أن نسقيه ولو قليلاً من الماء يبكي ويقول : لقد ذبح أبو عبد الله غريباً عطشانا فيبكون لبكائه حتى ترتقع الأصوات بالنحيب ويجتمع الناس عليه .
وكان (ع) إذا رأى غريباً في الطريق دعاه إلى ضيافته وطعامه ، ثم يبكي ويقول : لقد قتل أبو عبد الله غريباً جائعاً عطشاناً في طف كربلاء إلى غير ذلك من المواقف التي كان يقفها ليشحن النفوس بالحقد على الظالمين من أعداء أهل البيت .
ومن المعلوم أن النشاط الذي كانت تقوم به السيدة زينب (ع) لم يكن يعدو ترديد تلك المأساة والنوح والبكاء المتواصل الذي ألهب النفوس وهيأها للثورة على يزيد وحكومته الجائرة .
ولقد استطاع الإمام زين العابدين (ع) حينما أُخذ أسيراً إلى الشام أن يحول مجلس يزيد بن معاوية إلى مأتم عزاء للإمام الحسين (ع) وأن يفضح يزيد الذي دعا وجوه أهل الشام وأجلسهم حوله وأمر بإدخال علي بن الحسين والرؤوس والسبايا فأدخلوهم عليه مربطين بالحبال ، فقال له علي بن الحسين : أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله لو رآنا على مثل هذه الحالة ؟ فلم يبق أحد ممن كان حاضراً إلا بكى .
فأمر يزيد أحد أنصاره أن يصعد المنبر وينال من علي والحسن والحسين ويثني على معاوية ، فصعد الخطيب المنبر ، فأطرى معاوية ونال من علي والحسن والحسين (ع) فقال له الإمام زين العابدين (ع) :
ويلك أيها المتكلم لقد اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار ، ثم التفت إلى يزيد وقال : أتسمح لي أن أصعد هذه الأعواد وأتكلم بكلمات فيها لله رضا ولهؤلاء الجلوس أجر وثواب ، فلم يأذن له يزيد بذلك ، فقال له من في المجلس : ائذن له لنسمع ما يقول ، فرد عليهم يزيد بن معاوية بقوله : إذا صعد المنبر لا ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ولم يزالوا به حتى أذن له فصعد الإمام المنبر وحمد الله وأثنى عليه وقال :
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الردى ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن من حج البيت الحرام ولبى .
أنا ابن خبر من حُمل على البراق في الهوا .
أنا ابن من أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى .
أنا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى .
أنا ابن من صلى بملائكة السما .
أنا ابن من أوحى الجليل إليه ما أوحى .
أنا ابن محمد المصطفى وابن علي المرتضى .
أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله .
أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين وبايع البيعتين وطعن برمحين وهجر الهجرتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين .
ولم يزل يقول أنا أنا ويعدد على الحضور مآثر جديه رسول الله وأمير المؤمنين وأبيه الحسين ويذكر ما جرى في طف كربلاء حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد أن ينتفض أهل الشام عليه فأمر المؤذن أن يؤذن ليقطع حديثه ، فلما قال المؤذن : الله أكبر قال (ع) : لا شيء أكبر من الله ولما قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال الإمام (ع) : شهد بها لحمي ودمي وبشري وشعري ، ولما قال : أشهد أن محمداً رسول الله ، التفت علي بن الحسين إلى يزيد بن معاوية وقال :
محمد هذا جدي أم جدك ؟ فإن زعمتَ أنه جدك فقد كذبتَ وكفرت ، وإن زعمتَ أنه جدي فلم قتلت عترته ؟!.
وفي المدينة المنورة أخذ الإمام زين العابدين (ع) يردد تلك المأساة ويذكر ما صنع الأمويون بأبيه ويبكي لذلك حتى أصبح البكاء لقباً من ألقابه ، وهكذا كان سائر الأئمة ، فاتخذ الشيعة من شهر المحرم أيام حزن ونياحة على الحسين (ع) يجتمعون ويذكرون ما جرى وعلى أهل بيته من القتل والتنكيل والسبي ، ولما جاء المتوكل العباسي المعروف بعدائه الشديد لأهل البيت هدم قبر الحسين ومنع الناس من زيارته وهددهم بالقتل ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم إذا أقاموا مأتماً أو ذهبوا لزيارته .
وجاء في تاريخ ابن الأثير وهو يستعرض حوادث سنة (236 هـ) أن المتوكل العباسي كان شديد البغض لعلي وأهل بيته ويقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً والحسين بمصادرة ماله وقتله ، وأضاف ابن الأثير أن المتوكل كتب إلى واليه على مصر يأمره بإخراج آل ابي طالب من مصر إلى العراق وكانوا في مصر يتظاهرون بالولاء لعلي (ع) ويذكرون ما صُنع بالحسين في كربلاء ، فأخرجهم والي مصر إسحاق بن يحيى لعشر خلون من رجب سنة (236 هـ) واستتر من كان فيها على رأي أهل البيت (ع) وحلت بالشيعة والعلويين أزمة فائقة في عهده من الظلم والجور الذي أحيط بهم من ناصبية المتوكل وولاته في مختلف الأمصار والأقطار .
نعم أيها الأخ المؤمن كان الأئمة من أهل البيت (ع) يحرصون على بقاء ذكرى استشهاد الحسين (ع) حية خالدة ، فأمروا بإحيائها وانتشارها .
ولقد خاطبنا الإمام الصادق (ع) من خلال أصحابه حيث قال : أتذكرون ما صُنع بجدي الحسين (ع) لقد ذُبح والله كما يُذبح الكبش وقُتل معه سبعة عشر شاباً من بنيه وأهل بيته وإخوته ما لهم على وجه الأرض من مثيل .
وقال الإمام الرضا (ع) وهو يحدث جماعة من أصحابه عما جرى على الحسين وأهله وبنيه ويعيد إلى أذهانه أحداث كربلاء : قولوا متى ما ذكرتموهم : يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً .
رأس ابن بنتِ محمدٍ ووصيه *** يا للرجال على قناة يُرفعُ
والمسلمون بمنظر وبمسمعٍ *** لا جازعٌ فيهم ولا متوجع
منعوا زُلال الماء آل محمدٍ *** وغدت ذئاب البر فيه تكرع
وحكى دعبل الخزاعي قال : دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا (ع) فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله فلما رآني مقبلاً قال لي مرحباً بك يا دعبل مرحباً بناصرنا بيده ولسانه ، ثم إنه وسع لي وأجلسني إلى جانبه ثم قال لي يا دعبل أحب أن تنشدني شعراً فإن هذه الأيام أيام حزن كانت على أهل البيت وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصاً بني أمية ، يا دعبل من بكى أو أبكى على مصابنا ولو كان واحداً أجره على الله ، يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين غفر الله ذنوبه ، ثم إنه (ع) نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته من ورائه ليبكوا على مصاب جدهم الحسين (ع) ثم التفت إلي وقال لي يا دعبل ارث الحسين (ع) .
فأنشد دعبل أبياتاً منها :
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً *** وقد مات عطشاناً بشط فـرات
إذاً للطمت الخد فاطم عنـده *** وأجريت دمع العين في الوجنات
بنات زياد في القصور مصونة *** وآل رسول الله منهـتكــات
وآل زياد في الحصون منيعـة *** وآل رسول الله في الفـلـوات
ديار رسول الله أصبحن بقلعاً *** وآل زيد تسكن الحـجــرات
إلى أن يقول :
سأبكيهم ما در في الأرض شارق *** ونادى منادي الخير للصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبهـا *** وبالليل أبكيهـم والغـدوات
وروي عن الإمام الصادق (ع) : أنه إذا هل هلال عاشوراء اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (ع) فإذ فرغوا من البكاء يقول لهم : أيها الناس اعلموا أن الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (ع) دائماً ينظر إلى موضع عسكره ومصرعه ومن حلّ فيه من الشهداء وينظر إلى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وإنه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده وأباه وأمه وأخاه أن يستغفروا للباكين على مصابه والمقيمين عزاءه ويقول :
لو يعلم زائري والباكي عليّ ما له من الأجر عند الله تعالى لكان فرحه أكثر من جزعه وإن زائري والباكي عليّ ليتقلب إلى أهله مسروراً وما يقوم من مجلسه إلا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته أمه .
وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال : رحم الله شيعتنا شاركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة على مصاب الحسين (ع) .
وعنه (ع) أنه قال : من بكى أو أبكى فينا مائة فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى خمسين فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى ثلاثين فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى عشرة فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى واحداً فله الجنة ، ومن تباكى فله الجنة ، ومن لم يستطع أن يبكي فليقشعر جلده من الحزن .
وروي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : أيما مؤمن ذرفت عيناه على مصاب الحسين (ع) حتى تسيل على خده بوأه الله في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى يوم القيامة وآمنه من سخط النار .
وروي أنه لما أخبر النبي (ص) ابنته فاطمة بقتل ولدها وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمة (ع) بكاءً شديداً وقالت : يا أبتي متى يكون ذلك ؟ قال : في زمان خال مني ومنك ومن علي ، فاشتد بكاؤها وقالت : يا أبة فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له ؟ فقال النبي (ع) : يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ورجلهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة ، فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال ، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة ، يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة .
مر علي (ع) بكربلاء عند مسيره إلى صفين وحاذى نينوى – قرية على الفرات – فبكى حتى بل الأرض بدموعه ، ثم قال : دخلت على رسول الله (ص) وهو يبكي فقلت ما يبكيك قال كان عندي جبرئيل آنفاً وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلاء ، ثم قبض قبضة من تراب أشمني إياه ، فلم أملك عيني أن فاضتا (3) .
وفي الصواعق المحرقة : أن أم سلمة رأت النبي (ص) في ]المنام[ باكياً وبرأسه ولحيته التراب فسألته فقال : قتل ولدي الحسين آنفاً . وقال السيد الرضي :
لو أن رسول الله يحيى بعده *** قعد اليـوم عليـه للعـزا
يا رسول الله لو عاينتهـم *** وهم مـا بين قتـل وسبـا
لرأت عيناك منهم منظـراً *** للحشى شجواً وللعين قـذا
فهنيئاً لعين بكت على مصاب الحسين وهنيئاً لقلب تبرأ من أولئك النواصب الذين قتلوا الرجال وذبحوا الأطفال ونهبوا الأموال وكانوا سبباً لكل ما تعانيه الإنسانية من مشاكل إلى يوم القيامة .
(( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) .
قال السيد الخميني في خطاب ألقاه في جامعة النجف :
(( أكبر مصيبة حلت بالمسلمين وأثرت على سير الدعوة الإسلامية هي غصب الخلافة من الإمام علي (ع) وهذه المصيبة أكبر من مصيبة الحسين وآله في كربلاء لأن الثانية كانت نتيجة حتمية للأولى )) .
قال الشاعر :
ولقد روى عن جعفر بن محمد *** خبرٌ أتى والنقل عنه صحيح
إن الولاء بلا براء مـا ينفـع *** المولى وهذا واضح مشروح
ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : نَفَس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمان سره جهاد في سبيل الله .
أخي يا من تهتم بنصرة مذهب أهل البيت (ع) أقول : إذا كان نَفَس المهموم لظلم أهل البيت (ع) تسبيح فماذا يكون ثواب البكاء لما حلّ بهم ؟! رحم الله (ابن المتوج) الشاعر حيث عرته الأحزان وتتابعت عليه الأشجان فأنشأ يقول :
ألا نوحوا وضجوا بالبكـــاء *** على السبط الشهيد بكربلاء
ألا نوحوا بسكب الدمع حزنـاً *** عليه وامزجـوه بالدمــاء
ألا نوحوا على من قد بكــاه *** رسـول الله خـير الأنبيـاء
ألا نوحوا على من قد بكــاه *** عليُّ الطهـر خير الأوصيـاء
ألا نوحوا على من قد بكتــه *** حبيبـة أحمـد ست النسـاء
ألا نوحوا على من قد بكــاه *** لعظـم الشجو أملاك السماء
ألا نوحوا على قمر منـيــر *** عراه الخسف من بعد الضيـاء
ألا نوحوا لخـامس آل طــه *** وياسين وأصـحـاب العبـاء
ألا نوحوا عليه وقد أحـاطـت *** به خيل البغـاء الأشقـيـاء
إذ أقبل واعظاً فيهم خطيـبـاً *** وبالـغ في النصيحـة والدعـاء
ألا يا قوم أنشدكـم فــردوا *** جـوابي هـل يحل لكم دمائي
وجدي أحمـد وأبـي عــلي *** وأمـي فـاطم ست النسـاء
فنادوا للقتـال معـاً ونــادى *** أخيـل الله هـبي للقــاء
فكافحهم على غصص إلـى أن *** أبـادوا نـاصريه ذوي الوفاء
وصادفهـم بـمهجتـه إلى أن *** أتـاه سهـم أشقى الأشقيـاء
فخـرّ وبـادر الملعـون شـمر *** وحزّ وريـده بعـد ارتقـاء
وعـلا رأسـه في رأس رمـح *** وخلى الجسم شلـواً بالعـراء
ومالوا في الـخيام فحـرقوهـا *** وعاثوا في الذراري والنسـاء
وساقوا الطاهـرات مهتكـات *** على قتب الجمال بـلا وطـاء
ألا يـا آل يـاسـين فـؤادي *** لذكرى مصابكم حلف الضناء
فأنتـم عدتي لي في يوم معادي *** إذا حشـر الخلائـق للجـزاء
ومـا أرجـو لآخرتي سواكم *** وحاشا أن يخيب بكـم رجـائي
صلاة الخلـق والخلائـق تترى *** عليكـم بالصبـاح وبالمسـاء
الهوامش :
(1)الوسائل للحر العاملي الباب 31 .
(2)الوسائل الباب 87 من الدفن .
(3)ماذا في التاريخ للشيخ القبيسي عن الصواعق لابن حجر ص 118 ط 1307 هـ .
من كتاب (( أنوار الولاية )) تأليف : حسن حجازي
و حتى الرسول بكى على الحسين
وفي كتب أهل السنة
بكاء الرسول (ص ) على سبطه الحسين في مناسبات عديدة
1- حديث ام الفضل :
في مستدرك الصحيحين و تاريخ ابن عساكر و مقتل الخوارزمي و غيرها و اللفظ للاول :
عـن ام الـفـضـل بـنـت الـحـارث , انهادخلت على رسول اللّه (ص ) فقالت : يا رسول اللّه اني رايت
حـلـمـامـنـكرا الليلة ,قال : و ما هو ؟ قالت : انه شديد, قال : و ما هو ؟ قالت : رايت كان قطعة
مـن جسدك قطعت و وضعت في حجري , فقال رسول اللّه (ص ): رايت خيرا, تلد فاطمة -ان شاء
اللّه - غـلامـا فـيـكـون في حجرك , فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري - كما قال رسول
اللّه (ص ) - فـدخـلـت يـوما الى رسول اللّه (ص ) فوضعته في حجره , ثم حانت مني التفاتة , فاذا
عـيـنـارسول اللّه (ص ) تهريقان من الدموع , قالت : فقلت : يا نبي اللّه
اتاني جبرئيل عليه الصلاة و السلام فاخبرني ان أمتي ستقتل ابني هذا , فقلت : هذا ؟ قال : نعم ,
و اتاني بتربة من تربته حمراء .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ((10)) .
وكان الرسول يعلم ما سوف يجري على الحسين